صرحت الآيات القرآنية بإثبات رؤية الله في الآخرة في مواضع كثيرة من القرآن الكريم يمكن تقسيمها إلى قسمين:
القسم الأول الآيات المصرحة باللقاء:وذلك في عشرين موضعاً في سورة البقرة (46): {
الذين يظنون أنهم ملاقوا ربهم وأنهم إليه راجعون }، والظن هنا بمعنى اليقين أي: الذين يوقنون بلقاء الله . وفي سورة البقرة أيضاً ( 223): {
واتقوا الله واعلموا أنكم ملاقوه }، وفي الأحزاب (44): {
تحيتهم يوم يلقونه سلام }، وفي الأنعام(31): {
قد خسر الذين كذبوا بلقاء الله }، وفيها (154): {
وهدى ورحمة لعلهم بلقاء ربهم يؤمنون }، وفي يونس(7): {
إن الذين لا يرجون لقائنا ورضوا بالحياة الدنيا }، وفي يونس أيضاً (11): {
فنذر الذين لا يرجون لقاءنا في طغيانهم يعمهون }، وفيها (15): {
قال الذين لا يرجون لقاءنا ائت بقرآن غير هذا }، وفي الفرقان (21): {
وقال الذين لا يرجون لقاءنا لولا أنزل علينا الملائكة }، وفي الكهف (111): {
فمن كان يرجو لقاء ربه فليعمل عملاً صالحاً }، وفي العنكبوت (5): {
من كان يرجو لقاء الله فإن أجل الله لآت }، وفي يونس (31): {
قد خسر الذين كذبوا بلقاء الله وما كانوا مهتدين }، وفي الرعد (2): {
يدبر الأمر يفصل الآيات لعلكم بلقاء ربكم توقنون }، وفي الكهف (105):{
أولئك الذين كفروا بآيات ربهم ولقائه فحبطت أعمالهم }، وفي العنكبوت (23): {
والذين كفروا بآيات الله ولقائه }، وفي الانشقاق (6): {
إنك كادح إلى ربك كدحاً فملاقيه }، وفي السجدة (10):{
بل هم بلقاء ربهم كافرون }، وفي السجدة (23): {
فلا تكن في مرية من لقائه }، وفي حم السجدة أيضاً (54): {
ألا إنهم في مرية من لقاء ربهم ألا إنه بكل شيء محيط }، وفي الروم (
:{
وإن كثيراً من الناس بلقاء ربهم لكافرون }.
القسم الثاني الآيات المصرحة بالرؤية والنظر :وذلك في أربع آيات، الأولى في الأعراف (143): {
ولما جاء موسى لميقاتنا وكلمه ربه قال رب أرني أنظر إليك قال لن تراني ولكن انظر إلى الجبل فان استقر مكانه فسوف تراني } .. الآية . قال أهل العلم: سؤاله - عليه السلام - الرؤية دليل جوازها، إذ لو كانت مستحيلة لما جاز لموسى أن يسألها، ولكان علمه بالله مانعا له من أن يسأله ما لا يجوز في حقه، وإجابة الله بقوله: { لن تراني } لا لامتناع الرؤية في نفسها، ولكن لقيام مانع الضعف البشري في موسى – عليه السلام -، وتجلي الله للجبل وضعفه عن تحمل ذلك دليل عن أن انتفاء الرؤية في الدنيا هي مراعاة للضعف البشري ولجريان التكليف بالإيمان بالله غيبا لا شهادة . أما يوم القيامة فإن الله يهيئ عباده لرؤيته فيعطيهم من القوة ما يمكنهم من رؤيته سبحانه وتعالى .
والآية الثانية في يونس (26): {
للذين أحسنوا الحسنى وزيادة } قال أهل التفسير: الزيادة النظر إلى وجه الله، ويؤيد هذا التفسير ما رواه مسلم عن صهيب الرومي – رضي الله عنه -؛ أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - تلا هذه الآية: {
لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ } وقال: (
إذا دخل أهل الجنة الجنة، وأهل النار النار، نادى مناد: يا أهل الجنة، إن لكم عند الله موعدًا يريد أن يُنْجِزَكُمُوه. فيقولون: وما هو؟ ألم يُثقِّل موازيننا، ويبيض وجوهنا، ويدخلنا الجنة، ويزحزحنا من النار؟ قال: "فيكشف لهم الحجاب، فينظرون إليه، فوالله ما أعطاهم الله شيئاً أحب إليهم من النظر إليه، ولا أقر لأعينهم ) .
والآية الثالثة في سورة القيامة (23): {
وجوه يومئذ ناضرة إلى ربها ناظرة } وهي واضحة الدلالة فالمؤمنون يوم القيامة وجوههم نضرة مسرورة تنظر إلى وجه الله سبحانه فيزيدها ذلك نضارة وسرورا .
والآية الرابعة في المطففين (15): {
كلا إنهم عن ربهم يومئذ لمحجوبون } وهي واضحة الدلالة أيضا حيث أخبر سبحانه أن الكفار محجوبون عن رؤيته مما يدل على أن المؤمنين غير محجوبين .