*شاعر مصري معاصر ولد عام 1946، و هو من الأصوات الشعرية الصادقة والمميزة في حركة الشعر العربي المعاصر، نظم كثيرام ن ألوان الشعر ابتداء بالقصيدة العمودية وانتهاء بالمسرح الشعري.
*قدم للمكتبة العربية 20 كتابا من بينها 13 مجموعة شعرية حملت تجربة لها خصوصيتها، وقدم للمسرح الشعري 3 مسرحيات حققت نجاحا كبيرا في عدد من المهرجانات المسرحية هي: الوزير العاشق ودماء على ستار الكعبة والخديوي.
*ترجمت بعض قصائده ومسرحياته إلى عدة لغات عالمية منها: الانجليزية والفرنسية والصينية واليوغوسلافية، وتناول أعماله الإبداعية عدد من الرسائل الجامعية في الجامعات المصرية والعربية.
*تخرج في كلية الآداب قسم صحافة عام 1968، وبدأ حياته العملية محررا بالقسم الاقتصادي بالأهرام، ثم سكرتيرا لتحرير الأهرام، وهو حاليا رئيس القسم الثقافي بالأهرام.
× لأني احبك ×
تعالي أحبك قبل الرحيل فما عاد في العمر إلا القليل
أتينا الحياة بحلمٍ بريءٍ فعربد فينا زمانٌ بخيل
*** ***
حلمنا بأرضٍ تلم الحيارى وتأوي الطيور وتسقي النخيل
رأينا الربيع بقايا رمادٍ ولاحت لنا الشمس ذكرى أصيل
حلمنا بنهرٍ عشقناهُ خمراً رأيناه يوماً دماءً تسيل
فإن أجدب العمرُ في راحتيَّ فحبك عندي ظلالٌ ونيل
وما زلتِ كالسيف في كبريائي يكبلُ حلمي عرينٌ ذليل
وما زلت أعرف أين الأماني وإن كان دربُ الأماني طويل
*** ***
تعالي ففي العمرِ حلمٌ عنيدٌ فما زلتُ أحلمُ بالمستحيل
تعالي فما زالَ في الصبحِ ضوءٌ وفي الليل يضحكٌ بدرٌ جميل
أحُبك والعمرُ حلمٌ نقيٌّ أحبك واليأسُ قيدُ ثقيل
وتبقين وحدكِ صبحاً بعيني إذا تاه دربي فأنتِ الدليل
*** ***
إذا كنتُ قد عشتُ حلمي ضياعاً وبعثرتُ كالضوءِ عمري القليل
فإني خُلقتُ بحلم كبير وهل بالدموع سنروي الغليل ؟
وماذا تبقّى على مقلتينا ؟ شحوبُ الليالي وضوء هزيل
تعالي لنوقد في الليل ناراً ونصرخ في الصمتِ في المستحيل
تعالي لننسج حلماً جديداً نسميه للناس حلم الرحيل
× حبيبتي .. تغيرنا ×
تغير كل ما فينا..تغيرنا
تغير لون بشرتنا ...
تساقط زهر روضتنا
تهاوى سحر ماضينا
تغير كل ما فينا...تغيرنا
زمان كان يسعدنا ...نراه الآن يشقينا
وحب عاش في دمنا ...تسرب بين أيدينا
وشوق كان يحملنا ...فتسكرت أمانينا
ولحن كان يبعثنا ...إذا ماتت أغانينا تغيرنا
تغيرنا ....تغير كل ما فينا
*************
وأعجب من حكايتنا ...تكسر نبضها فينا
كهوف الصمت تجمعنا ...دروب الخوف تلقينا
وصرتِ حبيبتي طيفا لشيئ كان في صدري
قضينا العمر يفرحنا ....وعشنا العمر يبكينا
غدونا بعده موتى ..فمن يا قلب يحيينا ؟؟
× في هذا الزمن المجنون ×
لا أفتح بابي للغرباء
لا أعرف أحدا
فالباب الصامت نقطة ضوء في عيني
أو ظلمة ليل أو سجان
فالدنيا حولي أبواب
لكن السجن بلا قضبان
والخوف الحائر في العينين
يثور ويقتحم الجدران
والحلم مليك مطرود
لا جاه لديه ولا سلطان
سجنوه زماناً في قفص
سرقوا الأوسمة مع التيجان
وانتشروا مثل الفئران
أكلوا شطآن النهر
وغاصوا في دم الأغصان
صلبوا أجنحة الطير
وباعوا الموتى والأكفان
قطعوا أوردة العدل
ونصبوا ( سيركاً ) للطغيان
في هذا الزمن المجنون
إما أن تغدوا دجالاً
أوتصبح بئراً من أحزان
لا تفتح بابك للفئران
كي يبقى فيك الإنسان !
× الحرف يقتلني.. ×
أنا شاعر ..
مازلت أرسم من نزيف الجُرح
أغنية جديدة ..
ما زلت أبني في سجون القهر
أزماناً سعيدة
مازلت أكتبُ
رغم أن الحرف يقتلني
ويلقيني أمام الناس
أنغاماً شريدة ..
أو كلما لاحت أمام العين
أمنية عنيده ..
ينساب سهم طائش في الليل ..
يُسقِطُها .... شهيدة ...
× وعشقت غيري ..؟ ×
وأتيتَ تسأل ياحبيبي عن هوايا
هل مايزال يعيش في قلبي ويسكن في الحنايا؟
هل ظل يكبر بين أعماقي ويسري..في دمايا؟
الحبُ ياعمري..تمزقه الخطايا
قد كنتَ يوماً حب عمري قبل ان تهوى..سوايا
***
أيامُك الخضراء ذاب ربيعُها
وتساقطت أزهاره في خاطري..
يامن غرسَت الحب بين جوانحي ..
وملكت قلبي واحتويت مشاعري
للملمت بالنسيان جرحي ..بعدما
ضيعت أيامي بحلم عابر..
*****
لو كنت تسمع صوت حبك في دمي
قد كان مثل النبض في أعماقي
كم غارت الخفقاتُ من همساته..
كم عانقته مع المنى أشواقي
***
قلبي تعلم كيف يجفو ..من جفاني
وسلكت درب البعد ..والنسيانِ
قد كان حبك في فؤادي روضة
ملأت حياتي بهجة ..وأغاني
وأتى الخريف فمات كل رحيقها
وغداالربيع..ممزقَ الأغصان
***
مازال في قلبي رحيقُ لقائنا
من ذاق طعمَ الحب..لا ينساه..
ماعاد يحملني حنيني للهوى
لكنني أحيا..على ذكراهُ
قلبي يعود إلي الطريق ولا يرى
في العمر شيئاً..غيرطيف صبانا
أيام كان الدربُ مثل قلوبنا..
نمضى عليه..فلا يملُ خطانا
× لقاء الغرباء ×
علمتني الأشواق منذ لقاءنا
فرأيت في عينيك أحلام العمر
و شدوت لحنا في الوفاء.. لعله
ما زال يؤنسني بأيام السهر
و غرست حبك في الفؤاد و كلما
مضت السنين أراه دوما.. يزدهر
و أمام بيتك قد وضعت حقائبي
يوما و ودعت المتاعب و السفر
و غفرت للأيام كل خطيئة
و غفرت للدنيا.. و سامحت البشر
* * *
علمتني الأشواق كيف أعيشها
و عرفت كيف تهزني أشواقي
كم داعبت عيناي كل دقيقة..
أطياف عمر باسم الإشراق
كم شدني شوق إليك لعله
ما زال يحرق بالأسى أعماقي..
أو نلتقي بعد الوفاء.. كأننا
غرباء لم نحفظ عهودا بيننا
يا من وهبتك كل شيء إنني
ما زلت بالعهد المقدس.. مؤمنا
فإذا انتهت أيامنا فتذكري
أن الذي يهواك في الدنيا.. أنا
× وحدي على الطريق ×
(1)
و نظل نسلك في الحياة طريقنا..
نمضي على الدرب الطويل
لكي نصارع.. يأسنا
قد تمسح الأيام فيه دموعنا
أو تستبيح جراحنا
و نظل نمضي.. في الطريق
و أتيت يوما.. للطريق
كل الذي في القلب كان شجيرة..
تتظلل الآمال فيها.. و الزهور
و الحب في الأعماق يحملني بعيدا كالطيور
و العمر عندي لحظة
تتحطم الأسوار فيها.. و الجسور
تتجسد الأفكار فيها و الشعور
إن عاشها الإنسان يوما
ليس تعنيه الشهور..
(2)
و أتيت يوما للطريق
فيه القصور..
((تتشدق)) الكلمات في أرجائها
تتمزق الأزهار فيها و الطيور..
و غذاء كل القصر تأكله الصقور..
كم من صغار في الحديقة تنتهي..
و غذاؤها الكلمات أو بعض السطور
و طلائع الغربان تخترق السماء
لتصيح فوق مدينتي:
لا تتركوا شيئا على الطرقات للطير الصغير
لا ترحموا فيها الزهور..
وأرى صغار الطير
تسبح في سحابات البخور
قدرٌ أراد الله أن نحيا عبيدا للصقور...
(3)
و مضيت وحدي في الطريق
و سمعت في جيبي دبيبا.. خافتا
و أصابع تلتف تلتمس الخفاء
و نظرت خلفي في اضطراب!
طفل صغير.. لا تغطيه الثياب
لم يا بني اليوم تسرق
أين أنت.. من الحساب؟!
يوما ستلقى الله..
لم ينطق المسكين قال بلهفة:
الله..
من في الأرض يخشى الله يا أبتاه؟!
الجوع يقتلني و لا أجد الرغيف
و الدرب كالليل المخيف..
(4)
و مضيت وحدي في الطريق
إيوان كسرى خلفه غصن عتيق
صوت جهير ينفجر:
الشعب مقبرة الغزاة
و كفاحنا سيظل مفخرة الحياة
و رأيت كل الناس تهتف في الطريق
و جميعهم جاءوا.. (حفاة)
و توارد الخطباء في القصر العتيق
يتهامسون.. و يهتفون لصحوة الشعب العريق
و يرتل الخطباء ما قال(الرفيق)
هيا و ثوروا ثورة الإنسان تزأر كالحريق...
هيا نحطم قلعة الأصنام في هذا الضفاف
و ترنح الخطباء في نخب الهتاف
و تصافحوا...
و نظرت خلفي في الطريق
سيارة تجري و أخرى تنطلق..
سيارة سمراء تعوي.. تخترق
و رأيت أشباح الجميع الثائرة
وقفت بعيدا.. تنتظر
ساعاتها كسلى
و عقارب الساعات تنظر حائرة..
سيارة حمراء تمضي مثل أشلاء الرفات
لا شيء فيها غير صندوق يصيح
فلترحموا يا ساداتي القلب.. الجريح
و رفعت رأسي للسماء
ما أجمل الكلمات تسري في الفضاء..
(5)
و مضيت وحدي.. في الطريق
و شجيرة الياسمين خلف ردائها..
وقفت تطل برأسها
و أزها النوار ((تغمر)) للفراش بعينها
و تبدد الصمت الجميل..
همسات شوق في الحديقة تختفي
قبلات حب في الهواء تبخرت...
و عناق أحباب يهز مشاعري
فسفينة الأحلام مني أبحرت..
قالت له: أحلامنا
فأجاب في حزن: أراها أدبرت..
و لم الوداع و أنت عمري كله
و حصاد أيامي و همس مشاعري
و غذاء فكري و ابتهال.. محبتي
و عزاء أيامي و صفو سرائري؟
فأجابها المسكين: حبك واحتي
لكنني يا منية الأيام ضقت برحلتي
فإلى متى أحيا و فقر العمر يخنق عزتي
سأودع الأرض التي
عشت الحياة أحبها
كم كنت أحلم
أن يكون العش فيها.. و الرفيق
أن ينتهي فيها الطريق
لكنني ضيعت أيامي على أمل الانتظار
حتى توارى العمر مني
و أتيت أبحث عن قطار
يوما قضيت العمر أشرب ((قهوتي))
و أدور في الطرقات أبحث عن.. جدار
لا شيء يأوينا فكيف الحب يحيا في الدمار؟
الحب يا دنياي أن نجد الرغيف.. مع الصغار
أن نغرس الأحلام في أيدي النهار
ألا نموت بمكتب ((السمسار))
(6)
و مضيت وحدي.. في الطريق
شاب تعانق راحتاه يد القدر
يمضي كحد السيف منطلق الأمل
و تعثر المسكين في وسط الطريق
هزمته أحقاد البشر
فقد ضاق بالأحزان من طول السفر
أين البريق و أين أحلام العمر؟!
ضاعت على الطرقات في هذا الوطن
شيء من الأيام ينقصني بقايا.. من زمن
قالوا بأن الشعر أسود و السنين قليلة!
أنا عند كل الناس طفل في الحياة..
لكن ثوبَ العلم فيك مدينتي ثوب العراة
فمتى بياض الشعر يبلغ.. منتهاه؟؟
(7)
و مضيت وحدي.. في الطريق
جلست لتنزف في التراب دموعها
كم من جراح العمر
تحمل هذه الخفقات
من أنت.. قالت:
نحن الذين نجيء في صمت
و نمضي في سكون
نحن الحيارى الصامتون
نحن الخريف المر نحن المتعبون
تتربع الأحزان في أعماقنا..
تتجسد الآلام في أعمارنا..
لا شيء نعلم في الحياة
و ليس تعنينا.. الحياة
فالعمر يبدأ.. ثم يبلغ منتهاه
إني قضيت العمر في هذا المكان
ما جاءني ضيف و لا عشت الزمان
لم جئت تسأل؟
لا تسل عنا فنحن التائهون
نحن الرغيف الأسود المغبون
نحن الجائعون...!!
(
و مضيت وحدي.. في الطريق
قد جئت أبحث عن رفيق
ضاع مني.. من سنين..
قد ضاع في هذا الطريق
لكنني
ما زلت أبحث عنه..
ما زلت أبحث عنه..
× ربما انساك ×
و حملت في وسط الظلام حقيبتي..
و على الطريق تعددت أنغامي
و أخذت أنظر للطريق معاتبا..
كيف انتهت بين الأسى أيامي
شرفاتك الخضراء كم شهدت لنا
نظرات شوق صاخب الأنغام
و الآن جئتك و السنين تغيرت
و غدوت وحدي في دجى الأيام
* * *
و على الطريق هناك بعد وداعنا
رجع الفؤاد محلقا بسماك
و أتيت وحدي كنت أنت رفيقتي
بالدرب يوما كيف طال جفاك؟
و هربت من طيف الغرام تساءلت
عيناي عنك و كيف ضاع هواك؟
و على الطريق رأيت طيفا هاربا
يجري ورائي هاتفا.. كالباكي
طيف الهوا يبكي لأني قلتها
قد قلت يوما ربما أنساك!
* * *
و على الطريق هناك ضوء خافت
ينساب في حزن الزهور الباكية
فأثار في قلبي حنينا.. قد مضى
لشباب عمري للسنين الخالية
و على رصيف الدرب حامت مهجتي
سكرى تحدق في الربوع الغالية
فهنا غرسنا الحب يوما هل ترى..
حفظ التراب رحيق ذكرى بالية؟
فرأيت آثار اللقاء و لم تزل
فوق التراب دموع عين.. باكية
و على الطريق رأيت كل حكايتي
هل أترك الدرب القديم ينادي
و أسير وحدي والحياة كأنها
نغمات حزن صامت بفؤادي؟
طال الطريق و بالطريق حكاية
بدأت بفرحي.. و انتهت.. بسهادي!.
× قلب شاعر×
و نظل تحملنا السنين
يوما إلى الأحزان تأخذنا
و آخر للحنين..
يا رب كيف خلقتنا
الحب درب البائسين
قد نستريح من العذاب
قد ندفن الأحزان في لحن يردده الهوى
أو نظرة تنساب في ذكرى.. عتاب
أو دمعة نبكي بها حلم الشباب
* * *
يا رب..
ما عاد طيف الحب يحملنا
إلى همس المشاعر
فالحب أصبح سلعة
كالخبز.. كالفستان أو مثل السجائر!
أما أنا..
فقد كنت أحمل في حنايا الروح
يوما.. قلب شاعر
الحب عندي كان أجمل ما يقال
و الشعر في عمري تلاشى.. كالظلال
و غدوت مثل الناس أحمل كل شيء..الحب عندي.. و الصداقة.. و الوفاء..
كالخبز.. كالفستان كالأضياف في وقت المساء
و نسيت أني كنت يوما
أحمل الخفقات في قلب كبير
و بأن حبي كان في الأعماق
كالطفل الصغير
* * *
و وجدت نفسي أنتهي..
و غدت حياتي كالضباب
أسير فيها.. كالغريب
و نسيت أني كنت يوما شاعرا
و بأن حبي كان في الأعماق بحرا ثائرا
و بأنني أصبحت ذا قلب عجوز
لا شيء عندي
غير ذكرى.. أو حكايات قديمة
أو همسة مرت مع الأيام
أو شكوى.. عقيمة
أو دمعة تهتز في عيني
و يخفيها نداء.. الكبرياء
أو بسمة كانت تحلق
في حياتي.. كالضياء
ماذا أقول و أنت يا قلبي تموت
عد للحياة
يكفيك في الدنيا صفاء الروح أو همس المشاعر
لا تنس يا قلبي بأنك ذات يوم كنت.. شاعر
× مازلت اذكرها ×
ونظرت نحوك والحنين يشدني
والذكريات الحائرات.. تهزني
ودموع ماضينا تعود.. تلومني
أتراك تذكرها و تعرف صوتها
قد كان أعذب ما سمعت من الحياة..
قد كان أول خيط صبح أشرقت
في عمرك الحيران دنيا من ضياه
آه من العمر الذي يمضي بنا
ويظل تحملنا خطاه
ونعيش نحفر في الرمال عهودنا
حتى يجئ الموج.. تصرعها يداه..
* * *
أتراك لا تدرين حقا.. من أنا؟
الناس تنظر في ذهول.. نحونا
كل الذي في البيت يذكر حبنا..
أم أن طول البعد-يا دنياي- غير حالنا؟
أنا يا حبيبة كل أيامي.. و قلبي و المنى
ما زلت أشعر كل نبض كان يوما.. بيننا
ومددت قلبي في الزحام لكي يعانق.. قلبها
أنا لا أصدق أن في الأعماق شوقا.. مثل أشواقي لها
وتصافحت أشواقنا
وتعانقت خفقاتنا
كل الذي في البيت يعرف أننا
يوما وهبنا.. للوفاء حياتنا..
يسري و يفعل في الجوانح ما يشاء
يوما نزفنا في الوداع دموعنا
لو كانت الأيام تعود في صمت.. إلى الوراء
* * *
الآن تجمعنا الليالي بعدما
أخذت من الأزهار كل رحيقها..
الآن تجمعنا الليالي بعدما
سلبت من النظرات كل بريقها..
اليوم تلقاني كما تلقى الغريب
بيني و بينك قلعة قالوا لنا..
شيئا نسميه النصيب
ونظرت حولك في ألم
ورأيت في عينيك شيئا عله
حزن.. حنين.. أو بقايا من ندم
وعلى قميصي نام منديلي على وجه القلم
هذي هداياها تحدق نحونا
منديلها كم بات يسألني
متى الأيام تجمع.. شملنا
ورأيت قلبي تائها بين الزحام
لا شيء يسمع لا حديث.. ولا سلام
أنا لا أرى شيئا أمامي غير ذكرى.. أو لقاء
رجل توقف بالزمان.. وقد بنى
قصرا كبيرا. .في الفضاء
فلتعذريني أنني.. ما زلت أنظر للوراء
* * *
و سمعت صوتك في زحام الناس
يسري.. كالضياء..
((زوجي فلان))..
((هذا فلان))..
قد كان يوما.. من أعز الأصدقاء
نظرت إلي وحدقت
هيا.. لنذهب للعشاء.
× السفر في الليالي المظلمه ×
وغدا تسافر
والأماني حولنا.. حيرى تذوب
والشوق في أعماقنا يدمي جوانحنا
ويعصف بالقلوب
لم يبق شيء من ظلالك
غير أطياف ابتسامة
ظلت على وجهي تواسيه
وتدعو.. بالسلامة
* * *
وغدا سمنضي فوق أمواج الحياة..
لا نعرف المرسى
وتاهت كل أطواق النجاة
لم لم تعلمني السباحة في البحار؟
لم لم تعلمني الحياة بغير شمس.. أو نهار؟
والصبر.. يا للصبر حلم زائف..
وهم يعذبنا ومأوى.. كالدمار
وغدا تسافر
والمنى حولي تذوب
أتراك تعرف كيف يغتال الهوى
نبض.. القلوب؟
والآن تجمع في الحقائب
عطر أيام.. الهوى
وعلى المقاعد نامت الذكرى
على صدر المنى..
ما كنت أحسب أننا يوما
سنرجع.. قبل منتصف الطريق
ومع النهاية نحمل الماضي
صغيرا.. مات منا في حريق..
وتسافر الأشواق في أوراقنا
والحب يبكي كلما اقتربت نهايتنا
ويسرع.. نحونا..
وعقارب الساعات تصمت..
قد يتوه الوقت..
قد يمضي قطار الليل
قد ننسى.. ونرجع بيتنا
الدرب أظلم حولنا..
من يا ترى سيضيء
هذا الدرب.. حبا مثلنا؟!
الدرب أقسم أن يخاصم
كل شيء.. بعدنا
وهناك في وسط الطريق شجيرة
كم ظللت بين الأماني.. عمرنا
مصباحنا المسكين ودع نبضه..
ولكم أشاع النور عطرا.. بيننا
شرفات مسكننا المسكين تحطمت..
عاشت أمانينا وذاقت كأسنا
وبراعم النوار بين دموعها
ظلت تعانقني.. وتسألني: ترى..
سنعود يوما.. بيتنا؟!
× بقايا امرأه ×
وقفت تحدق في الطريق
وخلف عينيها جراح اليأس
تعصف بالبريق..
وعبيرها يتوسد النسمات
محمولا كأشلاء الغريق
والشمس تترك للضياع ثيابها
ويغوص منها السحر في بحر سحيق
وعلى جدائل شعرها
جلس العذاب وراح في نوم عميق
ماتت على فمها ابتسامة عاشق
فغدت بقايا من رحيق
* * *
ودنوت منها في أسى وسـألتها:
لم يا حبيبة كل أيامي وقفت على الطريق؟
ضحكت وقالت: كنت يوما..!!
هل تراك الآن تسخر
بعدما انتحر البريق؟
الآن صرت إلى الطريق
أقضي الصباح صديقة
يأتي المساء.. مع الرفيق
ما أتعس الدنيا إذا صرنا مع الأيام
شيئا في طريق
× مات الحنين..×
اليوم تجمعنا الليالي
بعدما.. مات الحنين
وتوارت الأحلام خوفا
بين أحزان السنين
وقضيت كل العمر أسأل عنك
طيف العاشقين
وجعلت حبك نجمة
تهدي ظلام الحائرين
ونسجت من أيامي الحيرى رداء البائسين
ونسيت أن العمر قد يمضي
ولا نجد السنين..
وبأن أحلام الليالي
بالأسى قد تستكين
ورجعت يا دنياي.. واأسفي..
لقد مات الحنين
× كان لنا .. حنين ×
أماه.. ليتك تسمعين
لا شيء يا أمي هنا يدري حكايا.. الحائرين
كم عشت بعدك شاحب الأعماق مرتجف الجبين
والحب في الطرقات مهزوم على زمن حزين
* * *
بيني وبينك جد في عمري جديد
أحببت يا أمي.. شعرت بأن قلبي كالوليد
واليوم من عمري يساوي الآن ما قد كان
من زمني البعيد
وجهي تغير
لم يعد يخشى تجاعيد السنين
والقلب بالأمل الجديد فراشة
صارت تطوف مع الأماني تارة
وتذوب.. في دنيا الحنين
والحب يا أمي هنا
شيء غريب في دروب الحائرين
وأنا أخاف الحاسدين
قد عشت بعدك كالطيور بلا رفيق
وشدوت أحزان الحياة قصيدة..
وجعلت من شعري الصديق
قلبي تعلم في مدينتنا السكون
والناس حولي نائمون
لا شيء نعرف مالذي قد كان يوما أو يكون!!
لم يبق في الأرض الحزينة غير أشباح الجنون
* * *
أماه يوما.. قد مضيت
وكان قلبي كالزهور
وغدوت بعدك اجمع الأحلام من بين الصخور
في كل حلم كنت أفقد بعض أيامي وأغتال الشعور
حتى غدا قلبي مع الأيام شيئا.. من صخور!!
يوما جلست إليك ألتمس الأمان
قد كان صدرك كل ما عانقت في دنيا الحنان
وحكيت أحوال ويأس العمر في زمن الهوان
وضحكت يوما عندما
همست عيونك.. بالكلام
قد قلت أني سوف أشدو للهوى أحلى كلام
وبأنني سأدور في الأفاق أبحث عن حبيب
وأظل أرحل في سماء العشق كالطير الغريب
عشرون عاما
منذ أن صافحت قلبك ذات يوم في الصباح
ومضيت عنك وبين أعماق تعانقت الجراح
جربت يا أمي زمان الحب عاشرت الحنين
وسلكت درب الحزن من عمري سنين
لكن شيئا ظل في قلبي يثور.. ويستكين
حتى رأيت القلب يرقص في رياض العاشقين
وعرفت يا أمي رفيق الدرب بين السائرين
عينان يا أمي يذوب القلب في شطآنها
أمل ترنم في حياتي مثلما يأتي الربيع
ذابت جراح العمر وانتحر الصقيع..
* * *
أحببت يا أمي وصار العمر عندي كالنهار
كم عشت أبحث بعد فرقتنا على هذا النهار
في الحزن بين الناس في الأعماق
خلف الليل في صمت البحار
ووجدتها كالنور تسبح في ظلام فانتفض النهار
* * *
ما زلت يا أمي أخاف الحزن
أن يستل سيفا في الظلام
وأرى دماء العمر
تبكي حظها وسط الزحام
فلتذكريني كلما
همست عيونك بالدعاء
ألا يعود العمر مني للوراء
ألا أرى قلبي مع الأشياء شيئا.. من شقاء
وأضيع في الزمن الحزين
وأعود أبحث عن رفيق العمر بين العاشقين
وأقول.. كان الحب يوما
كانت الأشواق
كان.....
كان لنا حنين!!!
× انا والليل .. والشعر ×
ويسألني الليل أين الرفاق
وأين رحيق المنى والسنين؟
وأين النجوم تناجيك عشقا
وتسكب في راحتيك الحنين؟
وأين النسيم وقد هام شوقا
بعطر من الهمس لا يستكين؟
وأين هواك بدرب الحيارى
يتيه اختيالا على العاشقين؟
فقلت: أتسألني عن زمان
يمزق حبا أبى أن يلين؟
وساءلت دهري: أين الأماني؟
فقال: توارت مع الراحلين
ولم يبق شيء سوى أغنيات
وأطياف لحن شجي الرنين
وحدقت في الكأس: أين الرفاق؟
فقالت: تعبت من السائلين
ففي كل يوم طيور تغني
وزهر يناجي ونجم حزين
ودار تسائلني مقلتاها:
متى سيعود صفاء السنين؟
وفوق النوافذ أشلاء عطر
ينام حزينا على الياسمين
ثيابك في البيت تبكي عليك
ترى في الثياب يعيش الحنين؟!
وعطرك في كل ركن ودرب
وقد عاش بعدك مثل السجين
* * *
ويسألني الشعر: هل صرت كهلا؟
فقلت: توارى عبير الشباب
فقال بحزن: أريدك حبا
وشوقا يطير بنا للسحاب
أريدك طير على كل روض
أريدك زهرا على كل باب
أريدك خمرا بكأس الزمان
فقد يسكر الدهر فينا العذاب
أريدك لحنا شجي المعاني
ولو عشت تجري وراء السراب
أريدك لليوم دع ما تولى
ودعك من النبش بين التراب
ففي الروض زهر وعطر.. وطير
وفي الأفق تعلو الأغاني العذاب
قضيت حياتك تنعي الشباب
وترثي العهود وتبكي الصحاب
نظرت إلى الشعر: ماذا تريد؟
فقال: نعيد ليالي الشباب
فقلت: ترى هل تفيد الأماني
إذا ما ارتمت فوق صدر السراب؟
وساعة صفو سترحل عنا
ونرجع يوما لدار العذاب
وفي كل يوم سنبني قصورا
غدا سوف نتركها للتراب..
× شيء سيبقى بيننا ×
أريحيني على صدرك
لأني متعب مثلك
دعي اسمي وعنواني وماذا كنت
سنين العمر تخنقها دروب الصمت
وجئت إليك لا أدري لماذا جئت
فخلف الباب أمطار تطاردني
شتاء قاتم الأنفاس يخنقني
وأقدام بلون الليل تسحقني
وليس لدي أحباب
ولا بيت ليؤويني من الطوفان
وجئت إليك تحملني
رياح الشك.. للإيمان
فهل أرتاح بعض الوقت في عينيك
أم أمضي مع الأحزان
وهل في الناس من يعطي
بلا ثمن.. بلا دين.. بلا ميزان؟
* * *
أريحيني على صدرك
لأني متعب مثلك
غدا نمضي كما جئنا..
وقد ننسى بريق الضوء والألوان
وقد ننسى امتهان السجن والسجان..
وقد نهفو إلى زمن بلا عنوان
وقد ننسى وقد ننسى
فلا يبقى لنا شيء لنذكره مع النسيان
ويكفي أننا يوما.. تلاقينا بلا استئذان
زمان القهر علمنا
بأن الحب سلطان بلا أوطان..
وأن ممالك العشاق أطلال
وأضرحة من الحرمان
وأن بحارنا صارت بلا شطآن..
وليس الآن يعنينا..
إذا ما طالت الأيام
أم جنحت مع الطوفان..
فيكفي أننا يوما تمردنا على الأحزان
وعشنا العمر ساعات
فلم نقبض لها ثمنا
ولم ندفع لها دينا..
ولم نحسب مشاعرنا
ككل الناس.. في الميزان
× وكلانا في الصمت سجين ×
لن أقبل صمتك بعد اليوم
لن أقبل صمتي
عمري قد ضاع على قدميك
أتأمل فيك.. وأسمع منك..
ولا تنطق..
أطلالي تصرخ بين يديك
حرك شفتيك
أنطق كي أنطق
أصرخ كي أصرخ
ما زال لساني مصلوبا بين الكلمات
عار أن تحيا مسجونا فوق الطرقات
عار أن تبقى تمثالا
وصخورا تحكي ما قد فات
عبدوك زمانا واتحدت فيك الصلوات
وغدوت مزارا للدنيا
خبرني ماذا قد يحكي صمت الأموات
* * *
ماذا في رأسك خبرني..
أزمان عبرت..
وملوك سجدت..
وعروش سقطت
وأنا مسجون في صمتك
أطلال العمر على وجهي
نفس الأطلال على وجهك
الكون تشكل من زمن
في الدنيا موتى.. أو أحياء
لكنك شيء أجهله
لا حي أنت.. ولا ميت
وكلانا في الصمت سواء
* * *
أعلن عصيانك لم أعرف لغة العصيان
فأنا إنسان يهزمني قهر الإنسان..
وأراك الحاضر والماضي
وأراك الكفر مع الإيمان
أهرب فأراك على وجهي
وأراك القيد يمزقني
وأراك القاضي.. والسجان..
* * *
أنطق كي أنطق
أصحيح أنك في يوم طفت الآفاق
وأخذت تدور على الدنيا
وأخذت تدور مع الأعماق
تبحث عن سر الأرض..
وسر الخلق..
و سر الحب
وسر الدمعة والأشواق..
وعرفت السر ولم تنطق
* * *
ماذا في قلبك خبرني..
ماذا أخفيت؟
هل كنت مليكا وطغيت..
هل كنت تقيا وعصيت
ظلموك جهارا
صلبوك لتبقى تذكارا
قل لي من أنت..؟
دعني كي أدخل في رأسك
ويلي من صمتي.. من صمتك
سأحطم رأسك كي تنطق..
سأهجم صمتك كي أنطق..
* * *
أحجارك صوت يتوارى
يتساقط مني في الأعماق
والدمعة في قلبي نار
تشتعل حريقا في الأحداق
رجل البوليس يقيدني
والناس تصيح:
هذا المجنون
حطم تمثال أبي الهول
لم أنطق شيئا بالمرة
ماذا.. سأقول
ماذا سأقول
× لأن الشوق معصيتي ×
لا تذكري الأمس إني عشتُ أخفيه.. إن يَغفر القلبَ.. جرحي من يداويه.
قلبي وعيناكِ والأيام بينهما.. دربٌ طويلٌ تعبنا من مآسيه..
إن يخفقِ القلب كيف العمر نرجعه.. كل الذي مات فينا.. كيف نحييه..
الشوق درب طويل عشت أسلكه.. ثم انتهى الدرب وارتاحت أغانيه..
جئنا إلى الدرب والأفراح تحملنا.. واليوم عدنا بنهر الدمع نرثيه..
مازلتُ أعرف أن الشوق معصيتي.. والعشق والله ذنب لستُ أخفيه..
قلبي الذي لم يزل طفلاً يعاتبني.. كيف انقضى العيد.. وانقضت لياليه..
يا فرحة لم تزل كالطيف تُسكرني.. كيف انتهى الحلم بالأحزان والتيه..
حتى إذا ما انقضى كالعيد سامرنا.. عدنا إلى الحزن يدمينا.. ونُدميه..
مازال ثوب المنى بالضوء يخدعني.. قد يُصبح الكهل طفلاً في أمانيه..
أشتاق في الليل عطراً منكِ يبعثني.. ولتسألي العطر كيف البعد يشقيه..
ولتسألي الليل هل نامت جوانحه.. ما عاد يغفو ودمعي في مآقيه..
يا فارس العشق هل في الحب مغفرة.. حطمتَ صرح الهوى والآن تبكيه..
الحب كالعمر يسري في جوانحنا.. حتى إذا ما مضى.. لا شيء يبقيه..
عاتبت قلبي كثيراً كيف تذكرها.. وعُمرُكَ الغضّ بين اليأس تُلقيه..
في كل يوم تُعيد الأمس في ملل.. قد يبرأ الجرح.. والتذكار يحييه..
إن تُرجعي العمر هذا القلب أعرفه.. مازلتِ والله نبضاً حائراً فيه..
أشتاق ذنبي ففي عينيكِ مغفرتي.. يا ذنب عمري.. ويا أنقى لياليه..
ماذا يفيد الأسى أدمنتُ معصيتي.. لا الصفح يجدي.. ولا الغفران أبغيه..
إني أرى العمر في عينيكِ مغفرة.. قد ضل قلبي فقولي.. كيف أهديه
× أين أيـــــــــــــامك ×
سيمحو الموجُ أقدامي
كما يغتالُ أقدامِك
ويدفن بينها حُلمي
رفاتاً بين أحلامِك
وتبقى بعدَنا ذكرى
تساءلُ : أين أيامك ؟!
× لو اننا لم نفترق ×
لو اننا لم نفترق لو اننا ...لم نفترق لبقيت نجما في سمائك ساريا وتركت عمرى في لهيبك يحترق لو اننى سافرت في قمم السحاب وعدت نهرا في ربوعك ينطلق لكنها الاحلام تنثرنا سرابا في المدى وتظل سرا.. في الجوانح يختنق لو اننا .. لم نفترق كانت خطانا في ذهول تبتعد وتشدنا اشواقنا فنعود نمسك بالطريق المرتعد تلقي بنا اللحظات في صخب الزحام كأننا جسد تناثر في جسد جسدان في جسد نسير .. وحولنا كانت وجوه الناس تجرى كالرياح فلا نرى منهم احد مازلت اذكر عندما جاء الرحيل وصاح في عينى الأرق وتعثرت أنفاسنا بين الضلوع وعاد يشطرنا القلق ورأيت عمرى في يديك رياح صيف عابث ورماد أحلام .. وشيئا من ورق هذا أنا... عمرى ورق حلمى ورق طفل صغير في جحيم الموج حاصره الغرق ضوء طريد في عيون الافق يطويه الشفق نجم اضاء الكون يوما ... واحترق لا تسألي العين الحزينه كيف أدمتها المقل؟! لا تسألى النجم البعيد بأي سر قد أفل؟! مهما توارى الحلم في عينى وأرقنى الأجل مازلت ألمح في رماد العمر شيئا من أمل فغدا ستنبت في جبين الأفق نجمات جديده وغدا ستورق في ليالي الحزن ايام سعيده وغدا أراك على المدى شمسا تضئ ظلام أيامي وان كانت بعيده لو اننا لم نفترق حملتك في ضجر الشوارع فرحتى والخوف يلقينى على الطرقات تتمايل الاحلام بين عيوننا وتغيب في صمت اللقا نبضاتى والليل سكير يعانق كأسه ويطوف منتشيا على الحانات والضوء يسكب في العيون بريقه ويهيم في خجل على الشرفات ماكنت اعرف والرحيل يشدنا انى اودع مهجتى وحياتى ماكان خوفي من وداع قد مضى بل كان خوفي من فراق آت لم يبقى شئ منذ كان وداعنا غير الجراح تئن في كلماتى لو اننا ..لم نفترق
× ويمضـى العمــر .. ×
ويمضي العمر.. يا عمري
وأشعر أن في الأيام يوما.. سوف يجمعنا
وأن الحب رغم البعد سوف يزور مضجعنا
وأن الدهر بعد الصد سوف يعود يسمعنا
ويمسح في ظلام العمر شكوانا.. وأدمعنا
* * *
غدا ألقاك أغنية
يحن لشدوها.. قلبي
وكم سكرت حنايانا
وتاه البعد.. في القرب
فلم نعرف سوى النجوى
لنحيا الحب.. للحب
* * *
غدا يا منية الأيام تجمعنا ليالينا
سنبني للهوى بيتا و نلقي فيه ماضينا
ونكتب فيه ملحمة و نودعها أمانينا
تركت لديك أشعاري فضميها إلى صدرك
وقولي إنها عمري وما عمري سوى عمرك
عرفت الحب أمطارا.. وزهرا في سنا ثغرك
* * *
غدا في الشط تجمعنا
ليالي الصيف والنجوى
وفوق رماله الفرحى
سننسى الحزن والشكوى
نعانق فيه أحلاما
تركناها بلا مأوى
وقد ألقاك في سفر
وقد ألقاك في غربة
كلانا عاش مشتاقا
وعاند في الهوى قلبه
* * *
ويمضي العمر يا عمري
وأشعر أن في الأيام يوما سوف يجمعنا
وأن الدهر بعد الصد سوف يعود يسمعنا
لأن هواك في قلبي سيبقى خالد المعنى
× وعشقتُ غيري ...×
وأتيتَ تسأل ياحبيبي عن هوايا
هل مايزال يعيش في قلبي ويسكن في الحنايا؟
هل ظل يكبر بين أعماقي ويسري..في دمايا؟
الحبُ ياعمري..تمزقه الخطايا
قد كنتَ يوماً حب عمري قبل ان تهوى..سوايا
***
أيامُك الخضراء ذاب ربيعُها
وتساقطت أزهاره في خاطري..
يامن غرسَت الحب بين جوانحي ..
وملكت قلبي واحتويت مشاعري
للملمت بالنسيان جرحي ..بعدما
ضيعت أيامي بحلم عابر..
*****
لو كنت تسمع صوت حبك في دمي
قد كان مثل النبض في أعماقي
كم غارت الخفقاتُ من همساته..
كم عانقته مع المنى أشواقي
***
قلبي تعلم كيف يجفو ..من جفاني
وسلكت درب البعد ..والنسيانِ
قد كان حبك في فؤادي روضة
ملأت حياتي بهجة ..وأغاني
وأتى الخريف فمات كل رحيقها
وغداالربيع..ممزقَ الأغصان
***
مازال في قلبي رحيقُ لقائنا
من ذاق طعمَ الحب..لا ينساه..
ماعاد يحملني حنيني للهوى
لكنني أحيا..على ذكراهُ
قلبي يعود إلي الطريق ولا يرى
في العمر شيئاً..غيرطيف صبانا
أيام كان الدربُ مثل قلوبنا..
نمضى عليه..فلا يملُ خطانا
× عيناك أرض لا تخون ×
ومضيتُ أبحثُ عن عيونِكِ
خلفَ قضبان الحياهْ
وتعربدُ الأحزان في صدري
ضياعاً لستُ أعرفُ منتهاه
وتذوبُ في ليل العواصفِ مهجتي
ويظل ما عندي
سجيناً في الشفاه
والأرضُ تخنقُ صوتَ أقدامي
فيصرخُ جُرحُها تحت الرمالْ
وجدائل الأحلام تزحف
خلف موج الليل
بحاراً تصارعه الجبال
والشوق لؤلؤةٌ تعانق صمتَ أيامي
ويسقط ضوؤها
خلف الظلالْ
عيناك بحر النورِ
يحملني إلى
زمنٍ نقي القلبِ ..
مجنون الخيال
عيناك إبحارٌ
وعودةُ غائبٍ
عيناك توبةُ عابدٍ
وقفتْ تصارعُ وحدها
شبح الضلال
مازال في قلبي سؤالْ ..
كيف انتهتْ أحلامنا ؟
مازلتُ أبحثُ عن عيونك
علَّني ألقاك فيها بالجواب
مازلتُ رغم اليأسِ
أعرفها وتعرفني
ونحمل في جوانحنا عتابْ
لو خانت الدنيا
وخان الناسُ
وابتعد الصحابْ
عيناك أرضٌ لا تخونْ
عيناك إيمانٌ وشكٌ حائرٌ
عيناك نهر من جنونْ
عيناك أزمانٌ وعمرٌ
ليسَ مثل الناسِ
شيئاً من سرابْ
عيناك آلهةٌ وعشاقٌ
وصبرٌ واغتراب
عيناك بيتي
عندما ضاقت بنا الدنيا
وضاق بنا العذاب
***
ما زلتُ أبحثُ عن عيونك
بيننا أملٌ وليدْ
أنا شاطئٌ
ألقتْ عليه جراحها
أنا زورقُ الحلم البعيدْ
أنا ليلةٌ
حار الزمانُ بسحرها
عمرُ الحياة يقاسُ
بالزمن السعيدْ
ولتسألي عينيك
أين بريقها ؟
ستقول في ألمٍ توارى
صار شيئاً من جليدْ ..
وأظلُ أبحثُ عن عيونك
خلف قضبان الحياهْ
ويظل في قلبي سؤالٌ حائرٌ
إن ثار في غضبٍ
تحاصرهُ الشفاهْ
كيف انتهت أحلامنا ؟
قد تخنق الأقدار يوماً حبنا
وتفرق الأيام قهراً شملنا
أو تعزف الأحزان لحناً
من بقايا ... جرحنا
ويمر عامٌ .. ربما عامان
أزمان تسدُ طريقنا
ويظل في عينيك
موطننا القديمْ
نلقي عليه متاعب الأسفار
في زمنٍ عقيمْ
عيناك موطننا القديم
وإن غدت أيامنا
ليلاً يطاردُ في ضياءْ
سيظل في عينيك شيءٌ من رجاءْ
أن يرجع الإنسانٌ إنساناً
يُغطي العُرى
يغسل نفسه يوماً
ويرجع للنقاءْ
عيناك موطننا القديمُ
وإن غدونا كالضياعِ
بلا وطن
فيها عشقت العمر
أحزاناً وأفراحاً
ضياعاً أو سكنْ
عيناك في شعري خلودٌ
يعبرُ الآفاقَ ... يعصفُ بالزمنْ
عيناك عندي بالزمانِ
وقد غدوتُ .. بلا زمنْ
× بـيـن الـعـمر .. والأمـانـي … ×
اذا دارت بنا الدنيا .. وخانتنا.. أمانينا وأحرقنا قصائدنا .. وأسـكتنا.. أغانينا ولم نعرف لنا بيتا من الأحزان يؤوينا وصار العمر أشلاء..ودمر كل ما فينا وصار عبيرنا.. كأسا.. محطمة بأيدينا سيبقى الحب واحتنا..اذا ضاقت ليالينا اذا دارت بنا الدنيا.. ولاح الصيف خفاقا وعاد الشعر عصفورا الى دنياي مشتاقا وقال .. بأننا ذبنا .. مع الأيام أشواقا وأن هواكِ في قلبي يضيء العمر اشراقا سيبقى حبنا أبدا برغم البعد .. عملاقا وان دارت بنا الدنيا وأعيتنا مآسيها وصرنا كالمنى قصصا مع العشاق ترويها وعشنا نشتهي أملا فنُسمعها .. ونرضيها فلم تسمع .. ولم ترحم وزادت في تجافيها ولم نعرف لنا وطنا وضاع زماننا .. فيها وأجدب غصن أيكتنا وعاد اليأس يسقيها عشقنا عطرها نغما فكيف يموت .. شاديها وان دارت بنا الدنيا وخانتنا .. أمانينا وجاء الموت في صمتٍ وكالأنقاض .. يلقينا وفي غضب سيسألنا على أخطاء ماضينا فقولي : ذنبنا أنا جعلنا حبنا .. دينا سأبحث عنكِ في زهرٍ ترعرع في مآقينا وأسأل عنكِ في غصن سيكبر بين ايدينا وثغركِ سوف يذكرني .. اذا تاهت أغانينا وعطركِ سوف يبعثنا ويحيي عمرنا .. فينا
× جاء السحاب بلا مطر ×
مازال يركض بين أعماقى
جواد جامح..
سجنوه يوما فى دروب المستحيل
ما بين أحلام الليالى
كان يجرى كل يوم ألف ميل
وتكسرت أقدامه الخضراء
وانشطرت خيوط الصبح فى عينيه واختنق الصهيل
من يومها ...
وقوافل الأحزان ترتع فى ربوعى
والدماء الخضر فى صمت تسيل
من يومها....
والضوء يرحل عن عيونى
والنخيل الشامخ المقهور
فى فزع يئن .. ولا يميل
ما زالت الأشباح
تسكر من دماء النيل
فلتخبرينى كيف يأتى الصبح
والزمن الجميل
فأنا وأنت سحابتان تحلقان
على ثرى وطن بخيل
من أين يأتى الحلم
والأشباح ترتع حولنا
وتغوص فى دمنا
سهام البطش .. والقهر الطويل
من أين يأتى الصبح
والليل الكئيب على نزيف عيوننا
يهوى التسكع .. والرحيل
من أين يأتى الفجر
والجلاد فى غرف الصغار
يعلم الأطفال
من سيكون منهم قاتل
ومن القتيل
لا تسألينى الآن عن زمن جميل
أنا لا أحب الحزن
لكن كل أحزانى جراح
أرهقت قلبى العليل
ما بين حلم خاننى
ضاعت أغانى الحب
وانطفأت شموس العمر
وانتحر الأصيل
لكنه قدرى
بأن أحيا على الأطلال
أرسم فى سواد الليل
قنديلا وفجرا شاحبا
يتوكآن على بقايا العمر
والجسد الهزيل
إنى أحبك
كلما تاهت خيوط الضوء عن عينى
أرى فيك الدليل
إنى أحبك
لا تكونى ليلة عذراء
نامت فى ضلوعى
ثم شردها الرحيل
إنى أحبك
لا تكونى مثل كل الناس
عهدا زائفا
أو نجمة ضلت وتبحث عن سبيل
داويت أحزان القلوب
غرست فى وجه الصحارى
ألف بستان ظليل
والآن جئتك خائفا
نفس الوجوه
تعود مثل السوس
تنخر فى عظام النيل
نفس الوجوه
تطل من خلف النوافذ
تنعق الغربان .. يرتفع العويل
نفس الوجوه
على الموائد تأكل الجسد النحيل
نفس الوجوه
تطل فوق الشاشة السوداء
تنشر سمها
ودماؤنا فى نشوة الأفراح
من فمها تسيل
نفس الوجوه
الآن تقتحم العيون
كأنها الكابوس فى حلم ثقيل
نفس الوجوه
تعون كالجرزان تجرى خلفنا
وأمامنا الجلاد .. والليل الطويل
لا تسألينى الآن عن زمن جميل
أنا لا ألوم الصبح
إن ولى وودع أرضنا
فالصبح لا يرضى هوان العيش
فى وطن ذليل
أنا لا ألوم النار إن هدأت
وصارت نخوة عرجاء
فى جسد عليل
أنا لا ألوم النهر
إن جفت شواطئة
وأجدب زرعه
وتكسرت كالضوء في عينيه
أعناق النخيل
مادامت الأشباح تسكر
من دماء النيل
فلا تسألينى الآن
عن زمن جميل
× عندما يغفـو القدر .. ! ×
ورجعتُ أذكرُ في الربيع عهودَنا ..
أيامَ صُغناها عبيراً للزهر
والأغنياتُ الحالماتُ بسحرِها
سكرالزمانُ بخمرها وغفا القدر
الليلُ يجمعُ في الصباح ثيابه
واللحنُ مشتاقاً يعانقه الوتر
العمر ما أحلاه عند صفائهِ
يوم بقربك كان عندي بالعمر
إني دعوت الله دعوة عاشق
ألا تفرقنا الحياةُ .. ولا البشر ..
قالوا بأن الله يغفر في الهوى
كل الذنوب ولا يسامح من غدر
*** ***
ولقد رجعتُ الآن أذكر عهدنا
من خان منا من تنكر .. من هجر !
فوجدتُ قلبك كالشتاء إذا صفا
سيعودُ يعصفُ بالطيور .. وبالشجر
يوماً تحملت البعادَ مع الجفا
ماذا سأفعلُ خبريني .. بالسهر ؟!
*** ***
ورجعتُ أذكر في الربيع عهودنا
سألتُ مارس كيف عُدتَ بلا زهر؟
ونظرتُ لليل الجحود وراعني
الليلُ يقطع بالظلام يَدَ القمر
والأغنياتُ الحائراتُ توقفت ..
فوق النسيم وأغمضت عين الوتر
وكأن عهدَ الحب كان سحابةً
عاشت سنين العُمر تحلم بالمطر
من خان منا صدقيني إنني
ما زلت اسأل أين قلبُك .. هل غدر ؟
فلتسأليه إذا خلا لك ساعة
كيف الربيع اليومَ يغتالُ الشجر ؟!
× غدا.. نحب ×
جاء الرحيل حبيبتي جاء الرحيل..
لا تنظري للشمس في أحزانها
فغدا سيضحك ضوؤها بين النخيل
ولتذكريني كل يوم عندما
يشتاق قلبك للأصيل
وستشرق الأزهار رغم دموعها
وتعود ترقص مثلما كانت على الغصن الجميل
* * *
ولتذكريني كل عام كلما
همس الربيع بشوقه نحو الزهر
أو كلما جاء المساء معذباً
كي يسكب الأحزان في ضوء القمر
عودي إلى الذكرى وكانت روضة
نثر الزمان على لياليها الزهر؟
إن كانت الشمس الحزينة قد توارى دفؤها
فغدا يعود الدفء يملأ بيتنا
والزهر سوف يعود يرقص حولنا
لا تدعي أن الهوى سيموت حزنا.. بعدنا
فالحب جاء مع الوجود وعاش عمرا.. قبلنا
وغدا نحب كما بدأنا من سنين.. حبنا
× لأني أحبك ×
تعالي أحبك قبل الرحيل فما عاد في العمر إلا القليل أتينا الحياة بحلمٍ بريءٍ فعربد فينا زمانٌ بخيل *** *** حلمنا بأرضٍ تلم الحيارى وتأوي الطيور وتسقي النخيل رأينا الربيع بقايا رمادٍ ولاحت لنا الشمس ذكرى أصيل حلمنا بنهرٍ عشقناهُ خمراً رأيناه يوماً دماءً تسيل فإن أجدب العمرُ في راحتيَّ فحبك عندي ظلالٌ ونيل وما زلتِ كالسيف في كبريائي يكبلُ حلمي عرينٌ ذليل وما زلت أعرف أين الأماني وإن كان دربُ الأماني طويل *** *** تعالي ففي العمرِ حلمٌ عنيدٌ فما زلتُ أحلمُ بالمستحيل تعالي فما زالَ في الصبحِ ضوءٌ وفي الليل يضحكٌ بدرٌ جميل أحُبك والعمرُ حلمٌ نقيٌّ أحبك واليأسُ قيدُ ثقيل وتبقين وحدكِ صبحاً بعيني إذا تاه دربي فأنتِ الدليل *** *** إذا كنتُ قد عشتُ حلمي ضياعاً وبعثرتُ كالضوءِ عمري القليل فإني خُلقتُ بحلم كبير وهل بالدموع سنروي الغليل ؟ وماذا تبقّى على مقلتينا ؟ شحوبُ الليالي وضوء هزيل تعالي لنوقد في الليل ناراً ونصرخ في الصمتِ في المستحيل تعالي لننسج حلماً جديداً نسميه للناس حلم الرحيل
×× قصيدة للشاعر للرد علي سلمان رشدي بعد رواية ايات شيطانية ××