حذر الأطباء في الولايات المتحدة من أن نقص الحديد يؤثر سلبيا على نمو
الطفل وبشكل دائم حتى مع محاولات العلاج بالمكملات الغذائية والأقراص
الحيوية.
فقد وجد خبراء الصحة في جامعة ميتشيجان الأمريكية, أن الأطفال الذين
يعانون من انخفاض مستويات الحديد في دمائهم يتعرضون لتأخر ملحوظ في النمو,
مقارنة بنظرائهم في نفس السن, مشيرين إلى أن ربع الأطفال في العالم مصابين
بأنيميا نقص الحديد التي تسبب الشعور بتعب دائم وفقدان الشهية وتأخر النمو
العقلي للطفل وزيادة خطر الإصابة بالأمراض, بينما يعاني الثلثان من نقص
العنصر فقط دون ظهور أعراض فقر الدم.
وأوضح العلماء أن الطفل يحصل على الحديد الضروري لنموه وتطور عقله وبدنه
من أمه أثناء مرحلة الحمل والرضاعة الطبيعية , ثم من الفواكه والحبوب
والرقائق الطرية.
وقام الباحثون في دراستهم بمتابعة 190 طفلا مصابين بنقص الحديد في
كوستاريكا, وتقييم مستويات نموهم وقدراتهم على التعلم والفهم والاستيعاب
في سن الخامسة , ثم في الفترة بين سن 11 - 15 عاما وبين 15 - 17 عاما بعد
إعطائهم مكملات الحديد الغذائية عندما بلغوا السنة أو السنتين من عمرهم.
ووجد هؤلاء أن أداء الأطفال الذين يعانون من نقص الحديد, كان أسوأ في
الاختبارات الذهنية مقارنة بغيرهم في نفس العمر, حيث سجلوا درجات أقل
بحوالي ست نقاط , وأقل بنحو 11 نقطة في الفترة بين 15 - 18 عاما.
ولاحظ الخبراء أن تأثيرات نقص الحديد السلبية كانت أوضح بين الأطفال في
العائلات الفقيرة أو من كانت أمهاتهم ضعيفات الذكاء, منبهين إلى أن الكثير
من العوامل قد تؤثر على الإدراك والتفكير والوظائف الذهنية, كالظروف
الاجتماعية ومعدلات الذكاء عند الأمهات!.